سبتمبر 11, 2024

القصة

 

القصة

منذ زمن موغل في الزمن، وفي بيت كبير عاشت مجموعة مِن السكان مختلفة الأجناس كعائلة واحدة، كان يحكم العائلة كائن اسمه الإنسان. كان في البيت كل ما يحتاجه سكانه من الطعام والشراب والماء النقي، وكان البيت يتسع لكافة ساكنيه، وكان السكان يعيشون في أمان، ويطورون أسلوب حياتهم وأحلامهم باستمرار.

 ومع تزايد السكان بدأت تظهر بعض الخلافات والمشاجرات، وأحياناً الحروب، وبدأ البيت الكبيرالآمن يتحول تدريجياً إلى بيت مخيف، لدرجة أنّ بعض السكان صاروا يحرقون غابة أو جزءاً منها ليلبوا احتياجاتهم.

 وحين شعر الإنسان بأنّ شقيقه ينافسه ازدادت الخلافات، وصار بعض سكان البيت الكبير يبحثون عن إله يحميهم من غدر الطبيعة، ومن قسوتها، ومن غدير أخيهم الإنسان، فاختلف سكان البيت على شكل الإله وطبيعته، فاختارت كل مجموعة من السكان لنفسها إلهاً خاصاً بها، غير أنّ كثيراً من سكان البيت الكبير أرادوا أنْ يفرضوا إلههم على غيرهم، ممّا جلب حروباً وصراعات جديدة.

وعلى الرغم من ذلك لم يتوقف سكان البيت الكبير عن تطوير طموحاتهم وأحلامهم، لكنهم مع كل تطور كانوا يزدادون جشعاً، فلم يقف الأمر عند حدود الطعام والماء، ولكنهم رغبوا بالرفاهية أيضاً، فاخترعوا الصناعة، واكتشفوا الوقود الأحفوري، والنفط، وصار دخان مصانعهم يلوث البيت الكبير، كما يلوث بحاره وأنهاره وهواءه وترابه، ممّا جلب الأمراض لهم وللبيت الذي اسودت جدرانه، فعانى السكان مِن الأوبئة وشح المياه، وتلوثها، وارتفاع درجة حرارة البيت بسبب كثرة مصانعه وآلاته ونيرانه، فمات كثير من نباته، وانقرض كثير من كائناته غير البشرية. واليوم يجب أنْ يقوم سكان البيت الكبير بإصلاحه خوفاً على مستقبلهم من الضياع.

كَتَبَ هذه القصة لمشروع المناخ والسكان

الأستاذ الدكتور أحمد النعيمي

المناخ والسكان أحد مشاريع المحور الأنساني العالمي للتنمية والأبحاث

إذا أعجبك المشروع ورغبت في دعمه، فلن ننسى تكريمك

 

 

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله